عالماشي

Tuesday, October 17, 2006

بين كـتـبـه

حملت صندوقاً يحتوي على مجلدات "المحيط البرهاني" ذاهباً إلى داره فوجدته منتظراً قدومي على أحر من الجمر. فقلت في نفسي: (معقولة؟ ذابحه الشوق؟ ) وما أن رآني حتى حياني أيما تحية ثم انطمس النور بوجهه حين أعلمته أني لم أحصل على المحيط، وانطمس أي أمل لي حين أردت أن اعلمه أنها نكته بايخه! ثم سألني عن أسفاري و هو يقودني لمكتبته فدخلت وجلست محاطاً بالكتب من كل جانب، حتى إذا سقاني من قهوته سألني عن الحال فزفرت زفرة من ارتاح لتوه فحط رحله.

أمريض أنت؟

ليس بالشيء الذي يذكر أستاذي لكن النفس تشكو.

ممه؟

الذنوب، حقيقةً لا أدعي الصلاح لكني قرأت سير الرجال فأين أنا منهم؟

أحسبك تريد الكمال؟

و هل بذا عيب؟

لا، فهل تريد أن تكون مثله؟

و أشار مبتسماً إلى الأيام- طه حسين الكتاب الذي كنت اقرأه حينها.

لا كل ما أريد هو تقوى الله في السر والعلن أن يكون باطني كظاهري. كما وصف ابن الجوزي الإمام مالك ، عمله وعلمه ليس بكثير إن قورن بغيره من أهل عصره، لكنها تقوى الله في السر خلدت ذكره كالعود الهندي يستنشق عبقه ولا يعلم أثره.

أتحسب أن الشيء يأتي عرضاً ؟ أنت تذكر ما قال داوود الطائي عن مجاهدة النفس، ثم أعجب لحالك أينك من كتاب الله أما رأيت كيف كان حال موسى وعصاه؟ أما قال ربنا واصفاً حاله عليه السلام : وألق عصاك، فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبراً ولم يعقب، يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون

ثم هي مرةً أخرى فإذا النفس تألف :

فأوجس فی نفسه خیفة موسی * قلنا لا تخف انک أنت الأعلى *والق ما فی یمینک تلقف ما صنعوا إنما صنعوا کید ساحر ولا یفلح الساحر حیث أتی*

حتى إذا ا تيقنت نطق صاحبها آخراً :

فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون *قال كلا إن معي ربي سيهدين* فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم

يا رائد، الأمر يأتي بالتمرين و رياضة النفس، واعلم أن تحميل النفس ما لا تطيقه كتحميل الدابة ما تعجز حمله كما بين ابن الجوزي الذي تستشهد به. فعاهدها رويداً رويدا، ولا تخاصم ما استودع الله بين كتفيك. و خل الكتاب لا تموتن خنقاً أو حرقاً الليلة على يدي..

أية كتاب؟ أوه كتاب الأستاذ توفيق ؟ كرامة! شلله سبحان الله كيف جاء في يدي. يا أخي ما أروعه من كتاب حقيقة ً : يـبـيـلـه!

دع الكتاب و شأنه

يبيله!

يا رائد.

يبيله!

حتى شمر عن ساعديه..

ملاحظة : تم طباعة هذا المقال بالشمال

2 Comments:

  • يشعر الانسان بحالات التقصير هذه بين الفينة و الاخرى قد تكون نتيجة هذه الحالة رحلة للبحث عن الذات من جديد او تكون سببا في تغيير طفيف نحو الافضل او تكون لا شيء
    مبروك على استاذك المجلدت اللي ان شالله يدعيلك بالخير كل ما قراها بغض النظر عن نهاية هذه التدوينة هههههههههه
    اشكرك على التدوينة

    By Anonymous Anonymous, at 6:42 AM  

  • HUMAN BEINGZ R MIXTURE OF GOOD & EVIL,ANGELZ & DEVILZ.I FEEL THAT WE SHOULD MAKE SELF-DISCOVERY JOURNIES 2 C OUR WEAKNESSES & STRENGTHS.IN MY OPENION, GOOD NATURE IN OURSELVES IS LIKE A PEARL IN THE DEEP OCEAN, U HAVE 2 DIVE DEEP IN ORDER 2 FIND IT..
    TILL THEN TAKE CARE:)

    By Anonymous Anonymous, at 3:59 AM  

Post a Comment

<< Home


>