عالماشي

Wednesday, September 13, 2006

كان هنا لتوه

اليوم الثالث:
الساعة الرابعة عصراً : أخذت و أصغر (مساعدي) و مساعدي الآخر نخوض في مشاكل العمل وما نواجه
كم كريه أن تمضي الحياة و كأن شيئاً لم يكن. تفكرت لماذا لا اتعظ من هذا بأسره؟

الساعة الواحدة ظهراً : أقبل أصغر شاحب الوجه فابتسمت ابتسامة المعزي نفسه: خلاص؟ همست كل أحلامه هو ككل (أجاري) انتهى و طوى. لقد كنا معه ثلاثتنا في هذه الغرفة فأصابه الموت من بيننا .. إن الفكرة ترعبني.

الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً : كتبت بريداً إلكترونياً إلى مديري اعلمه بالنبأ


Dear Sir,

It is with greatest grief that I should report the loss of achari DMEC plumbing foreman, who passed away 30 minutes ago. To us in the mechanical section he was more of a partner than a contractor and his loss is a heavy blow to us all not as QF personnel only but humans as well who ran across an honest soul that shall not be forgotten. We pass our deepest condolences to his family, friends and colleagues at DMEC.

Sincerely,

Raed Al-****

Mechanical Supervisor, Facilities Management

الساعة الثانية عشر ظهراً : تلقيت مكالمة (آلو رائد, لقد مات) جلست برهة أحملق في لا شيء لقد كان بيننا لتوه! لقد كنت أسخر من بساطته قبل يومين. أعرف أن الموت كأس نشربه و باب حتف أنوفنا ندخله لكني لا أفهمه.

اليوم الثاني:

الساعة الثانية ظهراً : أصغر : لقد تغيرت فيّ أشياء و أنا أنظر إليه, لقد كان صاحيا بالأمس. كان ينظر إلي دونما حراك كان يجهل كل أصحابه و زملاء عمله. رميت برأسي بين يدي حرت جواباً.. ليت في الكتب ما يعلم المرء ما يقول في هذه الأثناء وجدتني دونما شعور :

زفرت باحتقار و ازدراء : دنيا...

فأجاب : نعم, دنيا.

لحظة، تجردت فيها و مساعدي من كل ألقاب , أو أية أعراف يميز بعضنا عن بعض. كنت عبداً يدين لربه بالضعف، و كان هو كذاك.

الساعة السابعة صباحاً :

تلقيت مكالمة جرت على هذا النحو :

عمت صباحاً سيدي, لن استطيع الحضور في الثامنة.

أهلا ، وليش يا سبع البرمبه؟

أجاري، سيدي..

ما عسى حدث له؟ لقد اجتمعت بأصغر وإياه بالأمس وأمرتهما بالذهاب إلى المبنى..

إنه بالمستشفى، لقد حاولنا إيقاظه اليوم لكن بدا كجثة هامدة يشخص بعينه ولا يقدر على الكلام.

أجاد أنت؟

يقول الأطباء أنها سكتة قلبية!

لا حول ولا قوة إلا بالله..

اليوم الأول:

الساعة الثالثة والنصف عصراً : أقبل أجاري و أصغر إلى المكتب, جلسا فأخبراني عما ينبغي عمله، تباحثنا و تجادلنا. ضحكت معهم و توصلت إلى ما ينبغي عمله في الموقع الفلاني. أمليت عليهم أي وقت ينبغي عليهم التواجد هناك و ودعتهم قائلاً أني ضقت ذرعاً بالعمل.

5 Comments:

  • عظم الله اجركم وتغمد الله ميتكم بواسع رحمته

    هذي الدنيا وماحد ضامن عمره ولازم نتعض من اللي نشوفه

    احسن الله خاتمتنا قول آآمين

    By Blogger الكويتي الحر, at 3:53 PM  

  • هي الدنيا .. يوما ترينا وجهها المضحك .. واليوم الأخر نرى العابس منها.. وهو القدر .. يغير مسرى حياتنا في غمضة عين

    By Blogger Arabian Princess, at 9:30 AM  

  • :\
    أحزنتني وأخافتني هذه الكلمات

    هي دنيا نعيشها بإهمال وتوقظنا مثل هذه الحكايات

    الله يرحمهم

    By Blogger ii, at 5:49 AM  

  • الكويتي الحر

    دمت حراً دمت متابعاً و دمت بخير عزيزي

    Arabian princess

    شي هيك...

    se3loah

    جميع إن شاء الله.. و عاش من شافج انقطعت أخبارج

    By Blogger Raed, at 1:31 PM  

  • عظم الله أجرك :(

    By Blogger Ra-1, at 6:00 AM  

Post a Comment

<< Home


>