شياطين الحروب-2
ما يخيفني بحق هو إقدامه على فعلته وهو عالم بأنه سيموت لا محالة ولا سبيل من وابل الرصاص الذي يمكن للمروحية أن تمطره به قبل أن يتسنى له الهروب إلى ملجأ أو مغارة. توقعت منه أن يبدأ هرباً لكنه عوضاً عن ذا كله نظر إلي للحظة في زهو لم أعرفه قبل ذا, ابتسم متحدياً ثم مد ذراعيه يحمل البندقية بيمينه كأنه يحي جمهوراً يراه لكن لم يكن هناك سوى الجبال والأرض من حوله.. كأن لسان حاله يقول هاأنذا من ضحكت منه لتوك أنت ومن أرديت قتيلاً بجانبك. فهل أنت ضاحك بعد؟
لا أخفيك وأي ممن يشاهدني الآن أني نزعت لحمه عن عظامه واستمتعت حينها وأنا أثقب بالرصاص جسدا أبلل ملابسه بدمه في ذروة غضب ولكنه ظل يمعن النظر في وعيناه تقدح شرراً حتى انطفأ وهجهما فخر على الأرض صريعاً يمسك ببندقيته. قد يدعي البعض أني لست ببشر، لكنها حياةٌ أو موت في الميدان و الرصاصة تقتل من تثقب جسده سواء كان من يطلقها طفلاً أو رجلاً. يصبح الأمر حينها حباً للبقاء والبقاء كما تعرفون للأقوى.
لا أدري هل كنت أوفر حظاً من صاحبي أم كان الحظ من نصيبه؟ إن كان قد مات رمياً بهذا الشيطان، فأنا أموت في كل ليلة آوي فيها إلى سريري.وما أن أغمض عيني حتى أراه واقفاً يمدً ذراعيه كما كان حينها، حاملاً بندقيته بيمينه ينظر إلي بتحدٍ مبتسماً، لأقوم مذعوراً. قد أرمى بالجنون لكني أقسم لكم أنه ينتظرني في حياةٍ أخرى ليرديني كما أردى صاحبي من قبل.
ولا يزال هناك مد اد بالمحبرة وشيء بالنفس..
11 Comments:
أعتقد بأن هذه الحادثة تشير إلى قوة المسلمين وإلى استعدادهم للتضحية كباراً وصغاراً
تدوينة رائعة
بالتوفيق
By mashi_97, at 7:49 PM
هل يعد هذا الطفل طفلاً؟ هل من رأى أبواه وإخوته يموتون أمام عينيه طفلاً؟ قاسى في حياته ما لم يقاسه الكبار عندنا .. لا أظنه طفلاً .. بل أظنه بطلاً .. لا يخشى شيء في حياته هذه .. فهو يعلم أنه مفارقها عاجلاً أم آجلاً .. وآثر أن يترك بصمة في قلب هذا الروسي تذكره أن في يوم ما .. سيكون هو الأقوى!
مقالة أكثر من جميلة أخي رائد ..
By Arabian Princess, at 10:36 PM
الحروب
لا ينتصر فيها أحد
تموت الإنسانية
ينتحر الحب
وتشتعل الأرض
وتنتحب السماء
تبا للبشرية التي لازالت
تسعى لذلك!
بعد كل ما عشناه
دمت بحب
تحياتي
By NewMe, at 2:48 AM
عسى الله ينصر المسلمين و يرفع راية الإسلام و يخذل المشركين و يجعل كيدهم في نحورهم اللهم آمين
يا سامع الصوت و يا مجيب الدعوات إستجب دعائي هذا و إجعل أوطاننا و ديارنا الإسلامية منها و العربية في أمن و إستقرار ودم علينا الخير كله ولا تحرمنا بركة رحمتك يا أرحم الراحمين
By Anonymous, at 6:00 AM
لم اتوقع نهاية كهذه للتدوينة و لكن كيف صحى ضمير ذلك العسكري اللي يعيش في اجواء حرب لا تعرف سوى الاسود و الابيض , الخير و الشر
تبا للحرب و لتلك المطامع البشرية التي هي اساس كل الحروب
اشكرك على التدوينة
By Anonymous, at 8:07 AM
رائع أن يموت شهيدًا \ بطلاً
By Anonymous, at 9:01 AM
مسكين هالياهل انحرم من طفولته و ما تمتع فيها و صار عديم احساس ما تفرق عنده انه يواجه هالنوع من المصايب و يقتل بدم بارد ..... على العموم و بعيد عن المواضيع اللي تنكد عيدك مبارك :)
By متفرغ, at 1:55 PM
أليس هذا دليل علي ان موت هذا الطفل ليس الا انتصار فههو بعد موته يثير رعب قاتله
في النهايه هي الحرب لا تعرف صغيرا ولا كبيرا
By layal, at 2:04 PM
ماشي صح :
اعتقد برضو. وفيها إيه لمن نعتقد ؟ نعم حوادث كهذه تشير إلى ما رميت إليه.
الأميرة العربية:
يا هلا يا مرحبا, بطل قوم إرهابي قوم أُخر. مع جزيل الشكر على الإطراء.
Newme
صدقت وما قصرت.
Breeze
اللهم آمين.
بحرينية
و هل نحن (الشعوب) سوى أرقام في وجه مطامع قادة عدموا الرحمة؟
Reemo
نعم لأن الشهيد يضحي بفرده لجماعة وهذا رقي إنساني. أن يموت المرء ليحيا غيره.
Layal
و طلقة من طفل تقتل كطلقة من بالغ.
By Raed, at 3:37 PM
متفرغ
كل عام و أنت بخير و سامحني على النكد :)
By Raed, at 11:59 PM
THIS IS THE PRICE OF WARS. PEOPLE R FIGHTING WITHOUT ANY REASON & KILLING EVERYONE. NOT KILLING ONLY ,BUT ALSO PRAISING THEMSELVES FOR THESE CRIMINAL ACTS. 2DAY, DECLARING A WAR IS CONSIDERED 2 B SIMPLE ATTITUDE 2 TAKE WHATEVER THEY WANT.
GOD GIVES US STRENGTH 2 FIGHT 4 THE PEACE OF WORLD.
By Anonymous, at 11:46 AM
Post a Comment
<< Home