عالماشي

Friday, June 15, 2007

القلب و البدن


قد علم من يتابع هذه المدونة بمرض صاحبها ذات يوم و بلا مقدمات ليعلمه الأطباء بأن لا شفاء و أن عليه أن يرافق المرض حتى يأذن الله بفراق، و لكن هذا المرض غريب الطباع كصاحبه ولا أدري هل ألفني إلى الحد الذي تطبع بطباعي؟ ذاك أني كنت أطيق أناساً تبعاً لهواي، حتى كان بعضهم يتمادى تلذذاً و طغياناً و عدواً وبغياناً لا لشيء سوى لإمتحان محبتي*، و لمعرفة مدى سلبي رضاً مني كقول أبو العتاهية

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ ****إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ


ولست أبالغ إن قلت أن ثقلاء آخرين جعلوا من السماجة مذهبهم و من اللئم ديدنهم حمّلوني ما لا أطيق تقيداً بالآداب العامة فكان البدن يرزح تحت هذا الوطأ رزحاً تزيد ال(آه) من أوجاعه ولا تُنَفِس. والنفس ماضية غير آبهة رضىً بما تفعل

فجاء هذا المرض يصرخ بأرجاء البدن أن "كفى" ليصبح الأمر جلياً بسيطاً، فمن أحسست بسماجته اعتذرت منصرفاً عنه و من توارى الألم بحضوره أحببت لقاءه و أكثرت من الجلوس إليه. فصار قريب الأمس بعيداَ و بغيض البارحة حبيبا و من يدري؟ عل الجسد قد ضاق ذرعاً بأن يكون القلب دليلاً له فعيّن من وثق به و ارتضى حكمه

فعذراً من أحببت دوماً..
عذراً من داهنت يوماً..
ما عاد البدن يهواكم..

====================

الحب عند البعض معركة يخسر المرء فيها أو يكسب و يَسلب أو يُسلب و هذا لعمري غباء يضيع عمر صاحبه في التواءات قبل أن يصل إلى كنه الحب و يعرف مكنونه ظناً منه أنه سلك أسلم الطرق و أسرعها إلى قلب محبوبه
.

5 Comments:

  • آه يا رائد، "آه على آه و آه على آهكم" كما تقول الجدة حفظها الله... و لكن كيف لك أن تعرف أن من أحببتهم هؤلاء لمحبتك ممتحنون، هذا إن كانوا لمحبتك مدركون؟ كيف للإنسان أن يثق بأنه في غاية الوضوح و أن الآخرين يتمادون و بسماجة؟ و الله ما عجبت لموقف عزيز أو غال إلا و قدرت له مئة عذر و رأيت بي مئة علة ولا أزال كذلك حتى أصارحهم كلمة بكلمة و معنى بمعنى ليرتاح الفؤاد و تسكن النفس...

    By Anonymous Anonymous, at 2:21 PM  

  • :(

    By Blogger Ra-1, at 1:48 AM  

  • عندما يسمو الحب فوق الغرائز
    عندما أراني ألمع في عينيه
    عندما يدرك ما احتاج من نبرة صوتي
    عندما يكفيه مني
    أن أظل بالقرب ليسمع أنفاسي "فقط"
    هو حب
    أما العلاقة التي تقوم على تبادل المصالح
    العاطفية
    المادية
    والاكستازية
    وما يصحبها من ضغط دم
    واعصاب مشدودة
    ليس حبا
    ولا عمره سيكون
    أطيب تمنياتي بموفور الصحة
    دمت بحب
    تحياتي

    By Blogger NewMe, at 12:57 AM  

  • Anonymous

    لكنك بين العذر و العذر .. وما بين جرح مشاعرك إلى أن يوفقك الله أن تلتمس عذراً لغباء البني آدم الذي قام بجرحك مجروح تنزف روحك ما استبقيت لها من كرامة


    ra-1

    :)

    newme

    تسلمين و ما تقصرين يا طويلة العمر

    By Blogger Raed, at 2:33 AM  

  • مدونه جميله...بالتوفيق دائما

    By Anonymous it Web Directory, at 3:53 AM  

Post a Comment

<< Home


>