مقدمة:
حياتي كما سأصورها في مقالات مقبلة ليست سوى "رائد يجيب ولن يربح المليون"
===
اتصال هاتفي يكلفني بمهمة, وهي بسيطة فليست تستعلم قريبتي إلا تعريف علم " الأنثروبولجيا" فعرفته ذاكراً أصوله, متطرقاً لفروعه, مبيناً نشأته, معرفاً حقيقته, حتى إذا اشتملت على كنهه وبينت مكنونه سكت وانتظرت انتظار الشاعر نوال من امتدحه.
ارتعد صوتها :رائد ..لا!
قاطعتها: لا.. مش أنا اللي أشكي؟ ولا أنا اللي أبكي؟*
عن السخافة.
إن شاء الله. لكن ما الخطب؟
سطرين ونصف, وقد ألزمنا الدكتور بثلاثة أسطر على الأقل.
بس كده؟ يا ستي, لا داعي للقلق , قيدي قيدي : كما أنه, أي علم الأنثروبولوجيا, علم (كنت أسمع صرير قلمها يعدو خلف ما ألقي على مسامعها وهي تهمس الكلمة)
الأنثرو.. أكمل.
وايد وايد - هنا سكتت زافرةً- وايد حلو! ها, اكتملت الثلاث أسطر؟
بلا غباء.
ارتجلت قائلاً: أينا المأفون؟ أنا أم معلمكم الأحمق؟ أنا من يقيم الإجابة بمعناها أم من يقيسها بمسطرة؟ أنا من امتـثلت لنهج أحمد- صلى الله عليه وسلم-* ]صلي على أحمد عزيزي القاريء[ أم هو من امتثل للنجارين والحدادين فجعل أكبر همه عدد السطور دون أن يعنيه محتواها! أي طامة حلت بنا حين يكون أرباب الفكر عندنا ذوي فهم سقيم و نهج عقيم ؟ أتحشى الرؤوس بتعاليم أهل المناشير والفؤوس؟ أي جيل أرتجي إن نحتت عقولكن لتكون أرفـفاً تكدس بها الكتب! فلا تمييز ولا تقدير إلا لمن أسهب وأطنب ,لأننا أمةً تعشق الكلام, أما من أوجز وأبلغ فأصاب الحقيقة فهذا يهمش بل و يلام!
رائد بتكمل ولا شلون؟
طيب, طيب.. أكملت الثلاثة أسطر على مضض بحشو أخرق هنا وهناك.
تفكرت بعد المكالمة ,رحم الله علياً حين سأله الناس: صف لنا الدنيا, فقال: أطيل أم اقصر؟ فأجابوا : بل اقصر. فقال :" حلالها حساب وحرامها عقاب"
وليسامح دكتورها الفاضل صحابينا الجليل, لأنه وصف الدنيا بأسرها بعبارتين لا في ثلاثة أسطر!
* إشارة للحديث "خير الكلام ما قل ودل"
*وهو مذهب فكري أسسه محمد عبدالوهاب وتتمة القصيدة : فلو كنتي لي كفاً إذا قطعتها__ ولو كنتي لي أذناً رميتك بالوقر و يعارضه من المحدثين من فاخر بدموعه فقال : أنا الشاكي- أنا النحيس- أنا الباكي أنا الحساس. وعندي إذا بليتم فاستتروا.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home