عادل
شهد الله أن عادل حاول قصارى جهده و بذل أكثر مما توقعت منه. لكنه اجتث من مجتمعه حين كان يافعاً ليدرس في الغرب وفي الغرب صاغ ذكرياته ولعمري هل هناك أجمل من ذكريات الشباب بحزمها و طيشها؟
هنا، رأيته يتصنع الضحك على نكت ما عاد يفهمها وينخرط في أمور لا يستسيغها لا لشيء ليخرج من عزلته ليتواصل مع أبناء موطنه لكنه فشل فشلاً ذريعاً. أين الوهج في عينه بل أين البسمة في وجهه ؟ وهناك كان بعثاً آخر وإنسان يفيض نشاطاً وآمالاً.
قبل عام هاجر عادل إلى بلاد بعيدة، انقطعت أخباره سألت صديقاً لنا صادفه في إحدى المطارات:
تعال حدثني، وعنه بلغني نحن الذين فهمناه نحن الذين آمنا بحبه لوطنه و رأينا فيه ذكاءً متقداً و طموحاً جامحاً. كيف بدا لك؟
رد كمن هاجت الذكرى به : تذكر عادل أيام دراستنا؟ بظرفه وملاحته، و أصالة فكره؟
إيه وهل مثله ينسى ؟
كأنه سمك عاد إلى الماء. يا أخي بعث حياً مرةً أخرى. تدري لم أفهم عنه عبارة قالها عرضاً قال: لقد عدت إلى موطني، لكن إن لم أخطئ لم تطأ قدماه تلك الأرض قبل هذه المرة فكيف يقول أنها موطنه؟
ابتسمت : صدقت هذا هو عاد حياً – للتوضيح أبسط عبارات هالولد تحتاج لتقليب و تفكير -
حسافه! كم عادل ضاع من بين أيدينا؟ لا لشيء سوى لأننا لم نقبلهم كما هم. لأننا قيدناهم وجعلنا من أوطانهم سجوناً يسعون جاهدين للفرار منها.
4 Comments:
الحمدلله اللي
بالنهاية حصل وطن
يشعر معه بالانتماء
يعني ما راح يموت و
شعور الغربة يلازمه
By Anonymous, at 5:37 AM
جميل ومعبر جداً
ياترى كم عادل
سنخسر
حتى تدرك الأوطان
حجم المأساة
سلمت يداك
دمت بحب
تحياتي
By Anonymous, at 3:57 AM
اذكر كلمات احدي الدكتورات في الجامعه عندما توقفت للحظات عن الشرح لتقول
من يغترب ويعود
يعيش بين غربيتين
ولا يعلم لأيهما ينتمي
غربه بالدار وغربه بالغرب
ومجتمعتنا ما تقصر
By Anonymous, at 9:31 AM
and..?
By Anonymous, at 12:37 PM
Post a Comment
<< Home