عالماشي

Thursday, July 27, 2006

محليات : بين مواطن و إخوته

كثيراً ما نصدح بأننا نتجه نحو العالمية و نرسم خريطتنا ومعالم حضارتنا في مجالاتٍ شتى الأمر , لكننا للأسف لم نرق إلى تلبية الإحتياجات المحلية فكيف بالعالمية؟ و إليكم ما تعرضت له الثالثة فجراً :

قمت فزعاً على أصوات تدمير و تخريب حسبت لوهلة أني من سكان جنوب لبنان, أو أني نسيت التلفاز دون أن أطفئه لكن بعد تقصي تبين لي أن هناك أعمال بناء تتم فجراً في حي يضج بالسكان! هاتفت الشرطة لأني على يقين أن الشرطة في خدمة الشعب, فأبلغني المتحدث أنهم تلقوا البلاغ وسيحلون الأمر في القريب العاجل.

حدثت نفسي فرحاً بأن الشرطة ستقتص من هذا المقاول معدوم المشاعر: تصدق يا أيها الأخ السهران على راحتي؟ قلت فرحاً ,,,إنها ثاني مرة! هل يمكن وضع حد لهذا التصرف البربري؟

فقال : طبيعي بس مواطني العزيز هذا من شؤون العاصمة.

وهل يتلقون الشكاوي الآن ؟

آخ منك يا مواطن بس آخ 24 ساعة لعيونك. رد بهذا بكل فخر و زهو.

يعطيكم ألف عافية.

كم مواطن عندنا ؟

الله يخليك.

اتصلت بالعاصمة فحولت من فلان إلى فلان ونسي الضابط فلان أن يرفع السماعة. فاض بي الأمر فأغلقت الهاتف، ثم خرجت لا ألوي على شيء إلى هذا المقاول ونفسي تحدثني النزال النزال، السجال ، و ضرب النعال صرخت يا هذا أما تستحي؟ أما تحس؟ أما لديك أهل و أطفال ؟ فقال لي بكل برود :

ليش الصراخ؟

وكأنني أنا المخطيء بحقه (معاشر القراء الساعة حينها 3:20 فجراً ) و من أهلي مرضى لا ينقص أن يقض مضجعهم سوى أعمال البناء فجراً. أصبحت بين نارين بين مقاول متبلد الإحساس وبين جهات يلقي بعضها على البعض المسؤولية. هددته بالشرطة فأذعن وخاف و ارتبك, ولعمري لو قال لي : اتصل (واصطفل) لأسقط في يدي (بالعربي لطاح وجهي) توقف العمل وعاد الهدوء في كل أرجاء الحي إلا في نفسي و رجعت أخابر العاصمة


فقلت: يا جماعة إما أن تسجلوا شكواي ، أو تقبضون علي بتهمة جريمة قتل! فهدأ من غضبي و ألان من عراكي قائلاً : مواطني مواطني اذكر الله, مهما كان إحنا كلنا مواطنين أبناء بلد واحد، يرضيك مثلاً أن يضرب مواطن أخوه المواطن؟

قلت لا !

طيب أيرضيك أن يعتدي مواطن على عملك؟ فإن كان فاجلس في البيت باطلاً عاطلا!

أحسست بالذنب , وتأنيب الضمير : أرجوك دلني على الصواب أنت مواطني الكبير و أدرى بمصلحتي!

تتصل بالبلدية فهذا إختصاصهم ولهم (البلدية) خطهم الساخن. الساعة 3:30 فجراً

بارك الله فيك. طيب, يشتغلون على مدار الساعة ؟

أكيد, بعد عمري يا مواطن. اتصل و (عين من الله خير)

اتصلت فلم يجب النداء, كانت لحظة يحس البطل (أنا) بحماقته وأنهم أي المواطنون أمثاله يستغلون إيمانه بحبهم له وثقته بإخلاصهم في أعمالهم فأيقنت أن قانون الغاب يفيد أحياناً.


دعنا من هذا كله, الأمر أكبر من ذاك إنها فرصة أوجه النداء فيها للجهات المحلية : هناك توجه أيه السادة لرؤية عالمية , فإما أن نقوم برفع هذه الرؤى لتكون وقائع مدعاة لمفخرة أو نكون ثقلاً تنوء به وعندها لا يصرخ أحدكم (عقدة خواجة) فإما بكم أو بدونكم..

مع تحيات,

حبيبكم المواطن (الساعة 4:30 فجراً الدوام 6 صباحاً والله المستعان)

Sunday, July 23, 2006

Condi





صمتت دهراً ثم نطقت كفراً , ذكرتنا بالصبر و شبهت حالنا وما نحمله من آلام عام بعد عام بآلام المخاض فوددت الرد بالعربية لكني أثرته بلغة القوم

Condi,

If there is blood to be shed, if there is a tear to be wept, and if there is a pain to be felt then let it all be felt with your own people not with mine. Freedom is what's sought, and yes for that our grandfathers have fought. But, it is not crumbs that masters give away, nor is it blessings a priest give on Sundays; Madam that is not a price we would like to pay.

These are not birth pangs you are witnessing; these are the cries of thousands whom have lost their homes, wails of hundreds who lost their loved ones. What good is democracy if it can't be shared with those who I want to be free with?

I would rather be a slave and have my mother than be free without her. Condi, only when you think of us as human beings of blood and feelings not as mere digits of ink... Only then can you solve a conflict of two nations fighting over a land they LOVE.

Regards,

A Middle Eastern





بعد الإنتهاء مما كتبت أعتقد أن الأسلوب كما يطلق عليه عندهم cheesy


Tuesday, July 18, 2006

هو السبب

سألني البعض سبب عزوفي عن الكتابة ؟ ألا فاعلموا أنه السبب..كلما هممت أن أنساه, أن أمحي أثره عاد في عناد يبعثر كل ما أكتب ويشتت كل ما أفكر فيه هو كالطفل أحياناً إذ أنه يلح علي بأن أدون و أن أقص للناس ما حدث له. ليته يعلم ما يريد أن يقول لكان الأمر سهلاً عندها! لكنه في كل مرة يهم بالحديث, يأخذ في سرد الأحداث متتابعة متشابكة فيسقط أموراً ويحاول جاهداً أن يتذكر فلا يقدر ويتضارب الزمن في عقله فلا يكاد يوجد تسلسل زمني وكأن شخصاً يعدو خلفه أو كأنه موص يحتضر! حتى أرتضيت وإياه أن أخرجه للناس بعنوان " صدقوني, لا أذكر" كم بينت له " لا أستطيع أن أدون هرذمةً يا هذا, كأنها اعترافات مجنون لو أنت شهدت بذا في محكمة لزجك القاضي السجن دون مبالاة!" غضب حينها و غاب أسابيعاً لا يمر بي. سحقا له من يظن نفسه هذا الذي أقحم نفسه في خيالي دونما استئذان بعجرفة!


أنا أتحدث عن كايل و قليل هم من يعلمون شأنه من متابعي مدونتي, ولد كايل في خيالي أثناء غربتي بدولة الإمارات للعمل قبيل عام ونصف. لا يعلم إلا الله كيف! كنت حينها مشغولاً برواية أخرى فأبى بل و لم يهدأ له بال حتى أفسد القصة علي وجعل يحدثني بأمره. " أتحسب أن الذكريات وما مررت به طيلة حياتك تعرض حينها كشريط متسلسل مرتب؟" سألني ذات يوم وأكمل "هراء.. أقسم لك أن الأمر ليس من الصحة بشيء إنما الذكريات تختلط حينها وتنهال عليك مبعثرة كحبات مطر ما أن تلامس جسدك حتى توقظ أحاسيساً ظننت أنها طوت ونست."


فما كانت آخر قطرة يا كايل؟ ما هي آخر قطرة بللت جسدك؟

تلعثم و بحزن تبسّم "وجهها"


وجه من ؟

في آنه يا عزيزي في آنه . قالها بشرود وعينان ذاهلتان.

أعلم أن هذا الأمر برمته لو صدر من كاتب فذ لكان كشفاً في سرد الرواية ولكنه لا يعدو في حق هاو سوى ضرب من ضروب الجنون أو حمى شباب و حماس لا أكثر

لا أذكر متى كانت آخر مرة زارني فيها حتى ظننت أن الرجل رحل عن مخيلتي وهجرها لمخيلة كاتب آخر فهو الآن في آخر أجزاء القصة يسرد بيسر ودراية على الكاتب ما أصابه. لكنه أتاني الليلة الماضية و أنا أقرأ "الفقراء" لدوستويفسكي فلم يزل بي حتى فرغت من كتابة هذا المقال.. لا أخفي عليكم أني بكيت من بعض ما سرد. الواقع أن كايل حكم عليه بالسجن عشرين عاماً سألني بصراحة تبلغ حد الوقاحة " إن أنت مت, فمن يخرجني من خيالك؟ أنت قمقم صدأ هذا ما أنت" و كأنني وعدته يوماً !ربما لا أذكر..! فأنا مشوش.. لكن أليست أغلب الوعود تضرب لتخلف؟

تحديث بلغ ما سرده علي سبع صفحات و أحسبها تنتهي تمام الثلاثمئة.

Monday, July 03, 2006

من جميل شعرهم

هي قصيدة طالما أحببت قرائتها و أحسست بصدقها ولوعة قائلها .. هي شعر عربي مغلف بكلمات أجنبية

W. H. Auden (1907-1973)


Stop all the clocks, cut of the telephone
Prevent the dog from barking with a juicy bone

Silence the pianos and with a muffled drum

Bring out the coffin, let the mourners come


Let aeroplanes circle moaning overhead

Scribbling on the sky the message He Is Dead

Put crêpe bows round the white necks of the public doves

Let the traffic policemen wear black cotton gloves

He was my North, my South, my East and West

My workingweek and my Sundayrest

My noon, my midnight, my talk, my song
I thought that love would last forever: I was wrong


The stars are not wanted now, put out every one;

Pack up the moon and dismantle the sun;
Pour away the ocean and sweep up the wood

For nothing now can ever come to any good




Sunday, July 02, 2006

إليك ولدي

تخيلت ذات يوم ما أنا قائل إن غدوت أباً فكتبت :

أي بني, إن من نعم الله عليك أن هيء لك أبوين يبقيان على فطرتك فهذا من كرمه و لطيف رحمته. أما ما أتفضل به عليك ولا قدرة لك على بره فهو أن أعطيك أغلى ما أملك. لا أغلى لدي من أن أتنازل عن عرشي في قلبها فأرضى بالدون, ستحلف لي أيماناً أن منزلتي لا شأن لها بمنزلتك ولكل نوع, ولكن أجاهلة هي لعلمي بقلوب النساء؟ سأكون حاجباً بعد أن كنت ملكاً. ستفديك بروحها ستشغل فكرها. لا, لن أكون الأول أبداً بعد اليوم.

بني, الله الله في قلبها كن لها سكناً و رحمة.. كن لها عوناً على نوائب الدهر و أرزاءه. وإياك أن تمس هذا القلب بسوء فإن فعلت فاعلم أني أنازعنك عليه نزاعاً لا يعلم هوادة وأيم الله لأسومنك عذاباً لا تطيقه فهذا تحذير من رجل إلى رجل.

لكني أعلم أني ما أن أهم بذا حتى تشفع لك , و ويلي إن هي أمرت هل لي سوى السمع والطاعة فكيف بها شافعة آملة طامعة؟

رائد


>