عالماشي

Wednesday, May 16, 2007

موظفات العصر


حين يدور نقاش بين ثلاثة غرباء عن السياسة وتردي وضع الأمة فهذا طبيعي، أو عن انهيار سوق الأسهم فهذا (هم) طبيعي. أما أن يتفق ثلاثة لا يعلمون أسماء آباء بعضهم البعض على هيئة موظفات في إدارة حكومية حينها يصرخ المنطق و العقل "مش ممكن"
فالمساحيق والعطور تنسيك أي عزيز فقدته! كذا قال أحدهم، أما الثاني فقال :سمعت عن رجل نسى إسم والده و ولده هناك. و الثالث :قال بل رأيت ما طغى وبغى على القنوات الفضائية. أتفهم الأنوثة و أعقل قول أمير الشعراء :
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرُّهن الثنـاء
فإن أنفقت الواحدة منهن ساعات طوال (فتأتي متأخرة متبخترة) لأنها قامت على عجل ولا يمكن أن تمضي للعمل دون :
- (تولة) دهن عود.
- 15 قلم كحل.
- 9 خواتم.
- 7 عبوات أصباغ (همبل) للأظافر.
- و من القلائد ما يستطيع أي بحار أن يربط به البواخر.

ثم يأتي الثناء على الأداء لأنها تهتم بأعين وأنوف المراجعين.. ويعزف المدير بيده كالمايسترو على إيقاع (كعب) واحده منهن وهنا نداء بل قل رجاء إلى المسؤول عن هذا الصنف من الموظفات : الله بالخير حجي ! قديماً قالت العرب يعرف المدير من موظفيه والأداء من مراجعيه. و أيم الله أحسن مخرج فوازير لا مدير .. أتمنى ممن يبرون أقلامهم للرد أن يكسروها ومن ناشري الصحاف أن يمزقوها فالمقال ليس للتعميم بل للتصنيف، لست أطالب بأي شيء لكن أما حان للمرأة العربية أن تعرف بشيء سوى زينتها و جمالها؟ وهل يقلل من قدرها أن تعرف برجاحة عقلها أو سدادة رأيها؟ عفوكن موظفات القسم المعني.. طولة قلم أقصد لسان و يكفيكن من شر سماعه.

Wednesday, May 09, 2007

رواية بعنوان : لا أدري

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,
أحبتي هذه المرة أنا بأمس الحاجة لردودكم و لصدق رأيكم قد انشغلت برواية أهم بنشرها و طباعتها ، لكن وافني شيء من الخوف ..لذا أنشر بعضاً من فصلها الأول طامعاً بأن تجودوا علي بالرد : هل أواصل أم أعدل عنها وأمضي إلى غيرها أو أن أترك الكتابة أصلاً و اشتغل بالحرف كبقية القوم ؟
أخوكم رائد



لا أدري

مقدمة :

اليوم و بعد مضي أعوام على فراقي بها ، و بعد أن لعبت بالذكريات لعب المتملل بالنرد يقذقه في كل مرة ليبدي رقم جديداً و زاوية لم يرها من قبل اليوم أتتني الشجاعة لأكتب ما حدث حينها بعد أن استعرضت الأمور و قابلت أناس أتموا لي ما خفي عنها، يحصل أحياناً أن يحاول المرء جاهداً أن ينسى ذكرى مريرة فالبعض يحاول أن يفسر الأمور تفسيراً يسوغ لها استرجاعها بل قل إن شئت اجترارها فيصور الظالم نفسه مظلوماً و يصور المجرم نفسه بريئاً و هكذا دواليك.
قد يسألني بعضكم فيقول لي : أكنت عالماً بردّها ؟ شهد الله أني علمت علم الفراش احتراقه و سوء تقديره بين الضوء و النار. وهل يعشق المرء منا دون معرفة معشوقه؟ اذكر ما قاله أحدهم : (من أجمل الأحاسيس أن تعثر على من تحب ، و من أشدها إيلاماً أن تعلم بأنه لا يعبأ بك) و لا يسألني أحدكم لم أقدمت على أن أقع في شراكها مرةً أخرى فأنا ببساطة : لا أدري.
هنا قصة بلا أحلام وردية، هنا لا يبتسم الحظ أخيراً ...
هنا قصة تتكرر كل يوم، هنا قصة حب لم تتم بنجاح.

الكاتب..
--------------------------------------

الباقي على لحظة الفراق : 6 ليال.



هامت بك العين لم تتبع سواك__فمن علم البين أن القلب يهواكا؟

الشريف الرضي (359- 406) هـ
-----------------------------------------------

"أنا على يقين من هذا عزيزتي، ولا يساورني أدنى شك أني إذا ارتبطت بها فسأكون سعيداً حقاً, لكن..." ثم أخذت أحدق في هذا الباب الخشبي المهترء و الزوايا التي فقدت حدها فلانت جوانبها. عجيب هل كبرت جدران هذا البيت كصاحبته العجوز؟ صخب الأطفال و أصوات النساء و مشاحناتهن تملأ الجو إلى درجة لا يستطيع معها الهواء حمل كلمة أخرى إلى أذن مستمع. ثم اختفى كل شيء كأن الكون مسرحٌ مظلم لا حراك به سوى حراكها ولا أضواء مسلطة إلا عليها، و كأن الهواء لا يحمل إلى أذني سوى همسها : هل ذهب؟ هل استطيع الخروج؟ يتهمونني بالرومانسية وإن كانت تهمة لا زلت أجهل لصوقها بي و هو ما ستخبرني به زميلة لي في العمل لاحقاً بعد بضع ساعات،
سعد؟
هلا خالتي، نعم .. لكن.. لكن هي النفس لا تعلم وطناً سواها.
ماجد .. استحلفتك بالله، أي شي سوى أن تقول لي أنك لا زلت مغرماً بسلوى؟ جنب نفسك المعاناة مرةً أخرى يا ابن اختي.
هنا ينبغي أن أقف عن سرد الأحداث لأروي بإيجاز ما تتحدث عنه خالتي أم سالم : فالجميع كان على علم مذ سنوات الصبى بشدة حبى لإبنة عمي سلوى حتى أنهم كانوا يرددون على مسامعي شدة دهشتي حين ولدت وأنا أركض نحو أباها لأسأله عن مهرها: كنت حين ذاك لا أجاوز الخامسة! و طفق الحميع ضحكاً حينها.
ثم مرت الأيام فكبرنا حتى جاء يوم تكلمت و والدتي بحضور زوجة عمي عن الزواج فقالت والدتها : ولم لا تتزوج سلوى؟ هذا السؤال الذي حفّت الروح بسببه أعواماً، فهمت بها و بادلتني الحب شقاوةً و تمنعاً، حتى أن أباها قد وقع على الأشعار و الخواطر التي أضحك بعد ثلاثين عاماً من ركاكتها و ضعف صورها لكنها أخلص ما كتبت و أصدق ما سطرت و وعدت والدي أن أكف عن ذا كله. و لشدة دهشتي أنها اعلمتني في إحدى محادثاتنا أنها لا زالت تحافظ على هذه الكتابات التي بلغ عمرها عقد من الزمن، بل أعجب من ذا أنها جمعت شملها في دفتر ارتضت دفتيه نزلاً لهذه القصاصات.
أذكر منها خاطرة كتبتها معاتباً بعنوان قصة قلم و كانت كما يلي :
"وجد في ظلام.. أخرسٌ أصم. حتى جاء يوم الشؤم. يوم لامست يداها جبينه. يا لسعادته, قد أزاحت الغطاء عن عينه. أفاقته من منامه.. انتزعته من أوهامه. باتت في ترددٍ وحيرة بينه وبين اخوته."جربيه امتحني إخلاصه في بكاءه" كان هذا صوت صديقتها سعــاد.وأخذت تبكيه "جميـل أثر بكاءه يا سعـاد. ألا ترينه؟ "جميلُ .. جميل. هيا بنا أكاد أنهار. فأنا كما تعلمين أكره الزحام والانتظار.وصلت البيت. وفي البيت نزعت غطاءه. يا لفرحته لوحده معها؟ أحقيقة هي أم خيال؟ وأخذت تبكيه و دمعه ينهال. على صفحة من دفتر الذكريات, ليصور ما هو ماضٍ وآت. ليرسم ماضيها و فرحةً تعتليها. أيامٍ يسره وأخرى عصيبة … أيام حبها يا للحظات العسرة.ومرت ليال.. وهو يبكي بين أناملها وهي تجول به يمنةً ويسرة. وفي ليلة.. جف الدمع من عينه ما عاد يقوى البكاء أرهقه السهر والعناء. أخذت تهزه في ضجرٍ وملل" ما بالك؟ ما دهاك؟ ألم أفضلك على إخوانك؟ عجيبٌ أمرك. ما كان هذا ليحصل لو اخترت ابن عمك أو أخاك!"وما هي إلا لحظات. حتى جاءت بالجديد.. بابن العم أو ابن الخال. ورمت بالمسكين في سلة المهملات.
أتراها تبكي جديدها لتذكر قديمها في دفتر الذكريات؟ في دفترٍ سجل كل ما هو ماضٍ وآت؟
"

لكن كما وعدت سلفاًَ سأسرد الوقائع كما هي... فأنا لا استطيع تحديد الزمن الذي جمدت به مشاعرها, يهيء لي أن الأمر كنمو الأطفال (و إن عدمتهم ) فجميع صحبي يحدثوني أن الأطفال سرعان ما يكبرون فلا تكاد تلحظ خطاهم حتى ترى أنك تتكأى عليهم. لم انتبه سوى في سنين غربتي الأخيرة أني المستعلم أبداً عن أخبارها، المشتاق أبداً لسماع صوتها. ثم أني علمت منها و تعلمت أنها ،واه أسفي، لا تستطيع التعبير عن مشاعرها. هي ليست جامدة المشاعر ما كنت لأحب حجراً لكنها لا تحسن التعبير عما بداخلها فحيائها جدار أمام الآخرين لا ستار. لكني ألفت طبعها، و ازددت هياماً.

ثم هي أم سعد تنبهني في أشهري الأخيره : ماجد أتتصل بك ؟
لا.
ألا يقلقك ذا ؟
لكنها.. أم سعد لا تحسن التعبير أصدقك عزيزتي.
يجوز.
ثم تتركني وحيداً لأعاني ما عاناه أغلبكم. نعم أكيد أحببتم لكن أختلف عنكم و الصفحات بيننا لتثبت لكم.

ماجد؟ ظلت تنظر إلي بابتسامة مشفقة. لكم اشتاق إلى خالتي فهي كاتمة أسراري إذ لم ترزق أمي بإبنة فكنا أنا وأم سعد لتقارب سننا كأخ و أخت.
ابتسمت أنا على عجلة الآن فالأصدقاء على وشك بدء المباراة وهم بانتظاري. قلتها على عجل و لاح لي شعر سلوى و ليسامحني الرب جل و تعالى فأنا سعيد بهذه النظرة التي لاحت لي عرضاً لا قصداً. ركبت السيارة أخذت أناملي تعبث بالهاتف المحمول لأكتب :
( كدرت صفوي أم سعد)
ثم شرعت إلى حيث تجمع الشباب لمبارة تحسم أمر أمهرنا. فالميدان وقلة النقاش والكلام. وما أن وصلت حتى رأيت وصول رسالة نصية، فقلت : أنا أغبى خلق الله قاطبةً يوم عزمت شرائك يا آلة حاسبة يا حهاز حاسوب محمول يا ثلاجة يا أي شيء سوى أن تكون هاتفا كبقية الهواتف!
( ولم ؟ ألأنها و باقي عماتي أنذرنك أن يسخرن من زوجتك إن سمنت لكثرة ما تسخر من المرأة التي يختلف جسمها عما كان عليه؟ وما يدريك عل الله يرزقك برقيقة الخصر)
[1]
هل ترون الإشارة في أن تفرق الأيام بيننا ؟ نعم رأيتها حينها فزاد همي و انتهزت اقرب فرصة فاتصلت :
سلوى.
هلا.
ما هذه الرسالة؟ أما مضى أسبوعان حين كنت بالكويت فكنت تقسمين بالله لتدقين عظمي إن لاحت مني التفاتة إلى هذه أو تلك ؟
تضحك، وما أعذب ضحكها.. و إن اختلط الأمر علي الآن فلا أدري أكانت تضحك معي أم علي ؟ّ!
ماجد ، منى تتصل.
رجوتك بالله لحظة.
مه؟
أتكلمين خالتي أمينة بشأننا ؟
إن شاء الله. حظاً موفقاً مع المباراة.


منى... أكنت راداً لفضلها يوماً ؟ ذاك أني كنت و أثناء احتسائي للقهوة شارد الذهن وهي زميلة في العمل و أم لطفلين بقي أن أقول أنها مطلقة تكبرني بعدة أعوام
[2]. كنت حينها ذو حضور وشقي أثير المتعاب لإدارتي و كنا نمضي ساعات طوال فنعلم شؤون بعضنا البعض لكني سكت هذه المره فكانت ترمقني مستغربة ً :
عجيب! لا جلبة! و لا متاعب مع الزبائن ولا شكاوي من قبلهم عن فظاظتك!
و جدتني أشكرها هذا الهم واستعين بخبرتها، فهي قد فهمت الحياة عن ممارسة و فهمتها عن مطالعة فلم تغنني الكتب أو تسعفني في فهم سلوى. وهل يفهم المرأة سوى المرأة ؟ تذكرت قبل أن أنسى : قال لي شاب سوري ذات يوم : أتتني امرأة ذات يوم فقالت :
عمار أتدري ما أساس مشكلتك ؟
مه؟
أنك تحاول فهم المرأة. و المرأة الذكية تفهم الرجل بعد تعب لكن الرجل يموت ولم يفهمها بعد.
لذا وجدتني أبوح لمنى كل ما أعانيه : سألتني بربك كيف التم شملكما بعد فراق دام ست سنوات؟ بل ما الذي فرقكما أصلا ً ؟
تنهدت حينها فقلت أيتسع وقتك للسماع ؟ فرن الهاتف لتأخذ السماعة فتعيدها مكانها قائلة: يظهر أن هناك خطأ في شبكة الإتصالات يا سيد! قل لي : كيف افترقتما؟
عندما رجعت من مصر كنت أحمل مثاليات، أصدقك يا منى أني نزعتها عن جسدي مضطرا مكرهاً لأن الحياة بين الناس تختلف عن الحياة بين أهل السير و التراجم. عموماً كانت سلوى تتوق للحياة والأحلام وترى متعةً في السفر واقتناء الجديد من الملبس و كل ما وقع بصرها عليه. و كنت ولا أزال أرى السعادة تتحق بأبسط من ذا. رأيتني افرض رأيي و انتقد نهجها في الحياة.


و كانت أم سعد تحذرني من هذا النهج و هو ما تعلمت أثناء فراقي بسلوى أن الرجل إن أراد من المرأة أن تكون رهن إشارته فتلزم أوامره وتجتنب نواهيه فما عليه أن يأمرها.. كلا لأن المرأة خصة في الخليج العربي تحس بقيود تفرض عليها من قبل المجتمع فالمنهي عنه أكثر من المباح و الخطوط الحمراء لكثرتها كأنها ساحة وغى يسكب الدم في أرجائها فلا تستطيع الوقوف بها سوى بشكل مضحك و وفق نسق يقيدها.
ما على الرجل أن يفعل أي شيء من ذاك فلا نقد ولا أمر .. مجرد حب لأن المرأة عزيزي الرجل إن أحبتك بذلت روحها فداك و تفانت في تحصيل أسباب رضاك.
اضطربت علاقتنا, وشابها شيء من الهجر و الجمود ولكثرة تنقلي و ترحالي أثناء عملي ضمرت أسباب الوصال زد على ذاك طبعها في الجمود و تدخل الآخرين وإقحامهم في أمرنا.
هي عنيدة، و ما أن يحدثها النسوة عن حسن حظها إذ قرر شاب مثل ماجد (المتعلم، المثقف الواعي ذو الخلق ..إلخ من الصفات التي تسبغ على المرء و أصدق القراء إن قلت أن بعض ما أسبغ علي بحثت عنه في المعجم وسألت الشيوخ عنه لتمام جهلي بمعناه) الارتباط بها فتور ثائرتها وتصب جام غضبها علي قائلةً : أما حذرتك من أن تفشي أمرنا ؟
وهل أفشيته ؟
لا والله، وما تحدثت بشيء غير أن النسوة قد يتحدثن بشيء من الفرح وهن يرين الأمر في مخيلتهن. و هل أآخذ بجرم غيري ؟ ما ذنبي ؟ ثم أنها إن أقبلت انتفضت وتغير لونها. فكن يرين في ذاك تصريحاً غير صريح بدنو عقد القران.
ثم جاءت سلسة من الأحداث لا أجد بداً من وصفها سوى ب(سوالف حريم)
إيه؟
كلام نسوان يا ست منى ! اصحي للون!
فهمت.
فتارةً تلمز والدتها والدتي قائلةً لم لا يأخذ فلانة ابنة فلان؟ وإن أنا استعلمت من سلوى الخبر ألقت باللوم على سوء الفهم الذي جرى حينها. و أن والدتها لم تقصد أي شيء من ذاك.
حتى انتفضت ذات يوم وأنا في سفر فقد بلغني أن والدتها سألت والدتي : لم لا يتزوج من وداد ابنتي الصغرى؟
فقلت لسلوى : أتحسبني أمك بعيراً ؟ فلا قلب و لا مشاعر؟ ثم أكنتي ترضين نفسك بهذه الجناية على أختك ؟
فضحكت، ولا أدري هل اختلط علي الأمر لكني أكاد أحلف أنها فعلت حينها وقالت : دع عنك هذا كله.. و لا تقلق. لا تعر هذا أي شيء من الإنتباه.
ثم جاءت أم سعد يوماً قائلةً منتفضة : أنت! بأسلوبك الفظ و بنصحك و اندفاعك في رسم نهج حياة مختلفة تماماً عما كانت تريد!

على رسلك ما الخبر ؟
فقالت : كنا نهم بالصلاة فسألتها : ما الخطب سلوى ؟ ألا تريدين ماجد؟ فبدت مترددة حتى قالت لا اظن أننا نجلب السعادة لبعضنا إن نحن تزوجنا و كبرّت.
ليتها أتبعتها بثلاث أخرى! ثم ذهبت وشأني.. ولا أذكر اليوم إلى أين. المهم، دخل ذات يوم خالي غرفتي و أنا أطالع بعض الكتب. فقال لي بلا مقدمات : ماجد،
هلا لم أعره انتباهي فأنا كنت اقرأ ولم أرد أن يبعثر انتباهي شيء.
سمعت همهمة لكنه تلفظ بإسمها.
مه؟ هلا أعدت علي ما قلته؟
أنا أسمع الكلمات لكني عاجز عن فهمها.. هل أحسست بذلك يوماً منى؟
قال لي : سلوى تسألك الا تتقدم لخطبتها لأنها ما كانت بوماً تحس بأكثر من مشاعر الأخت تجاهك!
سكت.. ابتسمت قائلاً : علها أول مرة في الخليج بل في العالم بأسره أن يخبر قومٌ أخرون ألا يتقدموا لخطبة ابنتهم. عموماً لا ضير.
ثم ومن باب الوفاء بالعهد آليت على نفسي أن أهاجر مرةً أخرى ففعلت.
و هكذا ببساطة كنت الأخ الذي لم يفهم طيبة أخته ، و كم أحزنني أن يعذلني أناس كانوا يستعجلون أمر زواجنا! عدى قليل فكنت بين الحينة والأخرى : استحلف أم سعد.. خالتي أكانت تصرفات سلوى تصرفات الأخت ؟
فتحير جواباً و تقول : ما كنتم لتسعدوا ببعض. فأنت تحسب السعادة بساطة وهي تحسبها فخامة، ولا يعني ذاك أنك ملاك أو أنها شيطان تعلق بالدنيا.. منظور السعادة مختلف لا إلا.
أمضيت سنتين متنقلاً و أليت على نفسي ألا أعطي أحداً أسباب سعادتي فكسرت كل قلب عثرت عليه أو تعثرت به. و كان ينكسر قلبي في كل مرة فأحمل ما تبقى منه لأكسره مرةً أخرى فلا ألم، ولا لوعة ولا حزن.. لأعطيه أخرى فتجمع أشلاءه وتلصق أجزاءه لتكسره هي مرة أخرى. حتى بت أشك أن لي قلباً بالأساس! كل ما هناك مضخة تضخ الدم في أرجاء الجسد.
يا حبيب... كل ده يطلع منك يا مفعوص !
هو هو هو .. (قلتها زهواً )
ثم جعلت أتحاشاها و جعلت هي تنكر حضوري، فإن أقبلت لم سلمت على الحضور وتجاهلتني عمداً أو سهواً صحيح أننا تحدثنا مرة أثناء مساعدتي لها في تسجيل بعض المواد لكن كانت محادثة عابرة لا تذكر.
----------------------------------------------
[1] ينبغي أن أوضح نهجي الذي لا زلت أدافع وأذب عنه ويساء فهمي من قبل النساء ظناً منهن أنها سطحية و نظرة دونية للمرأة إذ ينظر لها أنها جسد لا غير. كل ما في الأمر أني أكره أن لا يهتم المرء بمظهره لأن الطرف الآخر ملكه وهذا خطأ فقد كان ابن عباس –رضي الله عنه – يقول : إني أحب أن أتزين لأهلي كما أحب أن يبزينوا لي. فلو أن امرأة حافظت على رشاقتها و أحبت أن يحافظ زوجها على رشاقته فما فعل للمته كما ألوم أي امرأة تقول : أوه إلا يحصل له!
[2] منى اليوم جدة متقاعدة لا زالت تراسلني لتختم رسائلها : ها يا عم ماجد؟ : أما اندمل جرحك بعد؟ تقولها بلغة عربية ذات طابع مصري.


>