عالماشي

Sunday, December 31, 2006

بوعابد و أم خالد –نماذج شعبية- لمجتمعات صناعية-2

أما أم خالد، فالحظيظ كل الحظ والسعيد في أم الكتاب من ألحقت بإدارته فهو لا يحظى بموظفة فقط، لا حاش لله. بل يضم للفريق شخصية تتمتع بمزايا عدة نسردها للذكر هنا لا للحصر فمنها:

هيئة إخبارية للفضائح المحلية : تبدأ النشرة ب "سمعتوا!..."

مركز إعداد وجبات خفيفة بجانب حلويات ل"شاي الضحى"

قسم طب نفسي (الاستماع لمشاكل الموظفين النفسية)

ممثلة دراما فهي تنتفض غضباً و يترقرق الدمع في عينها إن سألتها مديرة القسم عن عدم إنتاجها (أكيد تكرهني أكيد تبي أدمرني)

جو سياسي مليء بالتحالفات و المشاحنات مع نظيراتها فأنت إن سألت عن صحة واحدة منهن أيقنت أن معاملتك ستقف عند الأخرى إيماناً بمبدأ (إما معاي أو مع الإرهابية اللي تسأل عن صحتها)

تحديث لجميع النكت و الألغاز والمقاطع الفكاهية سواء على الجوال أو الإيميل

و أم خالد تطلب من كل من حولها أن يتفهموا أنها متزوجة حديثاً (قبل 4 سنوات فقط) و تريد أن تبني حياتها الزوجية على أسس متينة فلا تستطيع إرهاق نفسها. و هي تتزين وكأنها ستقابل أبو خالد أي دقيقة و تمضي يومها المكتبي كأنها بطلة تصوير غنائي لا يسمع إيقاعه أحد سوى رأس تعود جلب الانتباه.

عذراً أبو عابد.. عفواً أم خالد لا أريد أي منكما بقسمي أو بإدارتي لأنكما ثقل ترزح الإدارة تحته، أنتما مجرد أجساد تأخذ من العمل ولا تضيف شيء له ولولا أنكما (عيال البلد) ما وظفتما. يكفي أن تدركا حجم المسؤولية التي توكل إليكما فالعمل لا يتعطل إن غبتما بل يمر بسلاسلة ومرونة.. بكما أو دونكما و الأمر مرهون بالإرادة.

الآسف على ما هويتما إليه,

رائد

Friday, December 29, 2006

بوعابد و أم خالد –نماذج شعبية- لمجتمعات صناعية-1

حبا الله دول الخليج بنعمة النفط - لتشكر أم تكفر- الأمر الذي ترتب عليه أن تتحول دول هذه المنطقة إلى دول صناعية لتسخير الثروات المكتنزة بداخلها.

و للمجتمعات الصناعية سمات قد تتعارض مع ما نشأ أو اعتاد بعضنا عليه فعلى سبيل المثال أبو عابد شاب طيبوب حبوب و يدش القلوب لكنه أبداً متأخر صباحاً متعجل ظهراً و إن جاء أمضى وقته متصفحاً للجرائد أو المواقع على شبكة الإنترنت. قليل إنتاجه كثير سأمه مستعص فهمه، محال إقناعه بأنه ليس فلتة من فلتات الزمان وسابق للعصر والأوان و هو على يقين أن رؤساءه مصابين بعقدة الخواجة ما الفرق بينه وبين مديره الهندي؟ صحيح أن الهندي يأتي قبل بدء الدوام وقليلاً ما يغادر عند انتهاءه، أيضاً لن يجحد أبو عابد أن الطاقة الإنتاجية للرجل تفوق عشرةً منه لكنه ابن البلد! أليس في ذلك حسبان؟ كيف رضا له رؤساءه وهم أبناء بلده بأن يحاسبه هذا الهندي فيسأله عن تأخيره وقلة اكتراثه؟

نعم يتفق مع الرؤساء فتقريره اليومي مليء بالأخطاء وما صح فيه(مو ذاك الزود) لكن جل من لا يسهو! تنقصه الخبرة لكنه يريد خبرة المدير دفعةً واحدة جاهلاً أن أساس خبرة المدير أنه كان موظفاً في يوم ما! و بو عابد مع ذاك رجل عرف ب(فزعاته) فإن (غرز) ابن عم أخت خالة جدته اعتذر و قطع الدوام فإغاثة الملهوف شيء يتحتم على الإدارة فهمه فكيف بابن عم أخت خالة جدته؟ (ويا كثر المغرزين)

أما أم خالد..

Wednesday, December 27, 2006

هي

لأن الحياة تملي علي أشياء أعجز عن كتمانها، لأن الخيال و التأليف عيال على الواقع في سرد الغرائب.. لذا أدون دائماً أبداً :

هي من أصلي لسلامتها، و شفائها فقد ابتليت بمرض في جهازها العصبي ولا علاج اهتدى له الأطباء. فجأة وبلا مقدمات، كأنما تربص بها المرض طيلة حياتها لا لشيء سوى أن يأخذها على حين غفلة. هي شابة حسناء في مقتبل العمر ، تزوج كل من بعمرها. بكت لكنها تعلمت أن تمضي قدماً تحيا ما بقي من عمرها و إن طاف بها شبح الموت مراراً كل يوم. أذكر أنها ارتمت في حضن أمها جزعة ولم تقوى الأم أن تدفع ما لا تراه! فبكت دماً لكل دمع.

في خلوتها بكت ترثي نفسها، لأنها و لدقائق معدودة يغفل فيها الألم عن إيذائها تحس بأنها سليمة صحيحة، دقائق محدودة تتذكر ما كانت عليه قبل أن يفجعها الطبيب بنفسها ليجردها من أي أمل و يبيعها للألم بثمن بخس. لأن كل من في عمرها يحلم بالكمال و الجمال أما هي فالهناء كل الهناء أن تغدو من كانت.. هي لا تريد ثروة طائلة، أو فارس أحلام أو .. أو.

لا تريد أيا من ذاك، علها لن تتزوج علها لن تحقق أحلامها لكن يكفيها فخراً أنها تمضي قدماً لتنال من أحلامها ما قُسم لها.

اعذروا رداءة ما سطرت فإن الأمر أكبر وأشق علي من كلمات ترص و عبارات تصاغ.

قريبها..

Saturday, December 02, 2006

عادل

شهد الله أن عادل حاول قصارى جهده و بذل أكثر مما توقعت منه. لكنه اجتث من مجتمعه حين كان يافعاً ليدرس في الغرب وفي الغرب صاغ ذكرياته ولعمري هل هناك أجمل من ذكريات الشباب بحزمها و طيشها؟

هنا، رأيته يتصنع الضحك على نكت ما عاد يفهمها وينخرط في أمور لا يستسيغها لا لشيء ليخرج من عزلته ليتواصل مع أبناء موطنه لكنه فشل فشلاً ذريعاً. أين الوهج في عينه بل أين البسمة في وجهه ؟ وهناك كان بعثاً آخر وإنسان يفيض نشاطاً وآمالاً.

قبل عام هاجر عادل إلى بلاد بعيدة، انقطعت أخباره سألت صديقاً لنا صادفه في إحدى المطارات:

تعال حدثني، وعنه بلغني نحن الذين فهمناه نحن الذين آمنا بحبه لوطنه و رأينا فيه ذكاءً متقداً و طموحاً جامحاً. كيف بدا لك؟

رد كمن هاجت الذكرى به : تذكر عادل أيام دراستنا؟ بظرفه وملاحته، و أصالة فكره؟

إيه وهل مثله ينسى ؟

كأنه سمك عاد إلى الماء. يا أخي بعث حياً مرةً أخرى. تدري لم أفهم عنه عبارة قالها عرضاً قال: لقد عدت إلى موطني، لكن إن لم أخطئ لم تطأ قدماه تلك الأرض قبل هذه المرة فكيف يقول أنها موطنه؟

ابتسمت : صدقت هذا هو عاد حياً – للتوضيح أبسط عبارات هالولد تحتاج لتقليب و تفكير - أكملت: ليس يعني البلدة بل الغربة..الغربة موطنه، كأني بالغربة تمد له ذراعيها لتقبله بكل عيوبه دون فرض قيود أو تحت شروط معينة ما أنزل الله بها من سلطان لتقبله كما تقبل الأم ابنها بحب و حنان. تذكر أنه غادر بلادنا و هي عند نقطة الألف و اليوم بلادنا عند الباء، أما هو فقد ضل الطريق فهو حائر بين الألف والباء.

حسافه! كم عادل ضاع من بين أيدينا؟ لا لشيء سوى لأننا لم نقبلهم كما هم. لأننا قيدناهم وجعلنا من أوطانهم سجوناً يسعون جاهدين للفرار منها.


>