عالماشي

Friday, March 30, 2007

ما أسعده

لأن السعادة،ثم تلعثم حينها تلعثم الأطفال من فرط الفرح .. لأن السعادة لا تنال إلا حين نحيا من أجل الآخـرين.. ألا توافقني الرأي مسيو؟

أهذا ما قال الأب بيير ؟ سألته و هو يحصد شعري بمقصه.

نعم، حتى أنه رأى شخصاُ يهم بالإنتحار فقال له : هبني حياتك، ما يضرك الآن و أنت مقدم على إتلافها أن تعطيها لي فاستعملها فيما شأت؟
ففعل الرجل، و استعمله حينها كنجار يبني البيوت, ولم يزل الرجل معه سنيناً طوال حتى توفي قريباً و هو يبكي الأب
بيير بحرقة قائلاً : مات من أعطاني الحياة. لم تخبرني : ما رأيك أما يجلب فعل الخير السعادة ؟

نعم، و قد اختلف علمائنا من قبل فاشتبه على بعضهم أن الخير مستحسن في أصله لا في تزكية الرب له.

كيف؟
يعني، لماذا نحب الصدق و نكره الكذب على الرغم من كونهما سلوكين متضادين. فما الذي دفع غالبية البشرية استحسان
هذا و بغض ذاك؟ أحسب الأمر كالبرمجة التي طبعنا عليها. أتؤمن بالله باتريس؟

لا أدري إن كان موجوداً لكني أخافه

ثم أخذت بالتفكير في هذا المبدأ، لو أقررنا بأن السعادة تنال حين يعيش المرء لغيره.. ألا يكون أسعد الناس قاطبةً رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ؟ هذا العـربي الذي غدا كل أمره لأمته على مر العصور .. فنطق وقام و أكل وصام و لبى نداء الهيجاء و دعا للسلام .. حتى مات فكان في الموت درساً لأمته عليه الصلاة والسلام ؟


Tuesday, March 13, 2007

صبراً ابنة خالتي


جف الدفء من ملابس نومه، وغسل شارع ارتوى من دمه، مضت السيارات كعهدها و غدا الشارع كسابقه و مضت الحياة كأن شيئاً لم يكن. ربما انطفأ وهج حياة طفل لم يبلغ الثمان ليوقد سعيراً أبديا في قلب أم. أكانت غريزة الأم لتنقذه لو كنت تقودين السيارة عوضاً عن هذا السائق؟
غفرانك ربي لا اعتراض على قدرك إذ أني على يقين أنك أرحم لنا من أمهاتنا، و أننا لو اطلعنا على الغيب لما زدنا عما اخترته لنا.

لكن يبقى نداء للسلطات السعودية : هلا سمحتم للأمهات بقيادة السيارة؟

ولا آية في كتاب الله أبلغ، إذ عرفنا البلاغة أنها مطابقة المقال للحال من قول شديد المحال

و أصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين

Saturday, March 10, 2007

مع الحمار أجلكم الله


كم أتوق لرؤياك، شهد الله أني حينها صرخت بإسمك. أتدري؟ حين تعدم الأسباب فإن الخيال وحده يبقى كالجندي الصامد. نعم حينها أنا تخيلت لو منّ الله علي فعثرت في تسكعي بالمصباح السحري و استجاب المارد لي لما عدت أمنياتي الثلاث عن رؤيتك.

بيدي اليمنى عصا و باليسار شعير. عندها ستراني واقفاً ذاهلاً يتفجر الغضب في جبيني صارخاً : أنت الحمار الذي علمه قيادة السيارة! هذا الثور الذي حري بالناس أن تربط عجلاتٌ خلفه لا أن يرقى هو فوقها! نعم علمته وأطلقته هائماً في الطرقات لا يدري يميناً أراد أم شمال! فهو يسرع حين يبطئ الناس و يبطيء حين يسرعون. هذا الأخرق الذي كان سيودي بحياتي فلولا لطف الله لصلى علي الناس حينها..

لكن.. لا ، لا أريد أن تقع عيني عليك. لأني سآمر المارد حينها أن يأخذني إلى الحمار الذي علمك! فجعل منك أستاذاً تخرّج من أمثال هؤلاء (الفدائيين) إلى الشوارع.


Tuesday, March 06, 2007

الفن و الخلود

ما الذي يدعونا أن نحملق في الموناليزا دوماً بإعجاب وإكبار؟ ما الذي يطرب أسماعنا حين نسمع أبياتاً كتبها صعلوك في قفر من القفار مذ ما يزيد عن 1500 عام ؟ ما الذي فعله صانعوا هذه الأعمال حتى خلدها الدهر أبداُ و مجدها أبناءه؟
أتصيبكم الخيبة إن قلتها صراحةً : لا أدري! لكني أدري أن كل ما يصيب مبدع بإخلاص، فإنه يتسودع هذا العمل بعضاً من روحه. فعل ليوناردو أراد أن تخّلد نفسه مع ألوان الجوكاندا فصبها كاملةً في هذا العمل، و عل امرؤ القيس لفظ أنفاسه مع معلقته ليحيا في كل بيت من أبياتها ليعيش كلاهما من بعدها جسداً خاوياً حتى إذا نفخت الروح في أي منهما فبعث عاد يقبر روحه من جديد في عمل يبقى من بعده
.
ثم إذا أنت نظرت فتأملت و أمعنت رأيت أرواح العامة تسكب أحياناً في بعض أفعالهم ليسبغوا عليها حلةً من الإخلاص و
نوعاً من البقاء في أنفس من سلت الروح من أجلهم و رحم الله الشاعر إذ قال
وليس الذي يهمي من العين دمعها _____ولكنها نفسي تذوب كما القطر


الساكب بعضه في كلمات
رائد

Friday, March 02, 2007

عقدة

اليوم أوثقني الدهر و شد حباله بثمان و عشرين عقدة فأحكم وثاقي ، و جعل يجرني إليه تارةً منعماً وأخرى مهاناً.. لكني وأثناء سيري متعثراً خلفه مكرهاً أمر مواطن شتى فأسمع أحاديث يطرب لها فؤادي و أقف أحياناً متأملاً ما يدور حولي فأعجب و أدون ثم ألقى وجوهاً إحن إليها و أئن متوجعاً لعلمي بفراقها قبل أن يجرني سيدي مرةً أخرى ليبيعني للموت بسعر بخس.

عقدة ربطت، فتركت أثرها في الروح قبل الجسد، أحسست وهي توثق أن أعضائي تختلج بعضها ببعض حتى أكاد أختــنق، و لا أبالغ أني أراها اليوم و قد قضت كأنها وسام نلته عن جدارة.

على أن الدهر يطلق (حبلي على الغارب) حيناً حتى أحسبني مخلداً في هذه الدار، فأنسى الأمر برمته و أغفل بل أغفى سنين طوال ليذكرني أني فان كلما لطخ سوادي بشيب و بياض.

ألا ليت شعري إلى متى سيدي؟ و كم مرة توثقني قبل أن تطأ قدماي المكان الذي أباع فيه؟ وما هي حالي حينها ؟

كل عقدة و أنا بخير و صحة و عافية.



رائد


>