عالماشي

Thursday, November 30, 2006

غريب


أليس من الغريب أن تمنع أي مظاهر احتفال بعيد رأس السنة الميلادية أو ميلاد المسيح ابن مريم عليهما السلام – مع التحفظ على التاريخ و صحته- في جزيرة بريطانيا لعدم جرح أو مساس المشاعر الدينية للجاليات ذات الأقليات الدينية، و يتم نصب أشجار أعياد الميلاد بصور مبالغ بها و أغاني الميلاد و قرع الأجراس في كل محفل ؟ مهلاً عن الحلال أو الحرام لا أتكلم، إنما انظر للأمر برمته كما ينظر دارسو الشعوب. (والله بدري على كرسمس! )

كلتا الحكومتين آثرت إرضاء أقليات على حساب الأغلبية : بالرغم من امتعاض الأكثرية في كلتا المنطقتين من الموقف القانوني لهذه الأعياد.

و تتزاحم الكلمات والأفكار في عقلي حتى أضج بها قائلاً : مو يا هم محشيشين يا إحنا!

Sunday, November 19, 2006

كل يوم


"وهكذا كل يوم." نفث الدخان، واضعاً يديه خلف رأسه.

مهلاً، كل يوم ؟

كل يوم.

تقوم من النوم، و تتزين و تضطرب اضطراب العروس يوم زفافها؟

نعم، حتى من ينام بجناحها أصابتهم هذه الحمى، فهم يعملون في دأب يسألون عن القهوة والشاي والطيب... إنه عرس أبدي. حتى إذا أقبل الليل التف حولها صديقاتها يغنين و يمرحن ويتضاحكن شأنهن شأن العاقلات. ثم ينتابهن قلق، وتبدأ الإشاعات، والمضحك المبكي أن مصدر الإشاعات نفس المرأة في كل مرة! و يتهامسن أن العروس* قد غير رأيه و عدل عن فتاة أحلامه.

ثم تبكي و يبكي من حولها إلى أن يطمئنها الممرض أن رأى العروس بأم عينه و قد تحدث معه على "الجوال" فأخبره أن الشوارع مكتظة، فتنتظره إلى أن يغلبها النعاس، ثم تقوم من بعدها فتعاود استعدادها للعرس و كذا من حولها من النساء.

"وناسه"! كل يوم عرس؟ البنت عايشه الجو والله!

ابتسم ببرود :تدري ؟ يحدثني الأطباء عن مريضة عزلت لوحدها، فقد غاب عقلها حين قتل ابنها أمامها فهي تفجع به كل يوم.

سرت رعدة بجسدي، توقفت عن الكلام ، وابتدأت بكتابتي : كل يوم..



=======================

العَرُوسُ : المرأةُ ما دامت في عُرْسها أي في زفافها وكذلك الرَّجُلُ؛ سافر العـروسان لقضاء شهرالعسل. واللي مو عاجبه يطق رأسه بالحائط

Wednesday, November 08, 2006

صوت من الماضي

هلا تركت هذا الشيطان وشأنه و حادثتك لبعض من الوقت؟ بالطبع وكم *** لدي؟

بالطبع بالطبع عزيزتي. كل ما في الأمر أني عثرت على هذه المقطوعة بمحض الصدفة. ألا تسمعينه؟

لا، من قال أني سئمت الحديث معك؟ غريب أمر الهاتف. مع أني اشتريته قبل أشهر فقط. حقيقةً لا أدري ما الذي يدعوه للغناء؟ لكنه صوت شجي حزين والآلات موسيقية تنوح خلفه. على فكرة ما يخيل إلي دائماً أن الأشجار إن قطعت استودعت آخر أنينها آلة الناي فهل سمعت لحناً مرحاً قط عزف بالناي يوماً؟ إنه.. إنه حزن تألفه النفس، كيف أشرح هذا المعنى؟.. إنه حب السقوط إلى الهاوية. أكيد امرأة خائنة أو بلدة غائبة نعم لهذا يغني.

كيف؟

عزيزتي النساء كالرجال منهن الوفية والخائنة. لا لست أصبو إلى شي إطلاقاً.

ها ها.. لا أنتي أغلى عندي وأثمن، بالطبع سأمل هذه المقطوعة يوماً لأنها لا تذكرني بشيء كما أني لا أتقن الروسية وسنبقى معاً تسردين لصغارنا غرابة أطوار هذا الرجل الذي سلبك عقلك فلا أحسب فاتنتي بكامل قواك العقلية حينها ولا أخشى سوى أن تعقلي يوما وتقلعي دهراُ.


نعم محقةً أنتي، ما يدفعني لسماع هذا البائس حين أسمع ضحكك الباعث للسرور والدفء؟ فلا حرمني الرب من سماعك وليصمت هو إلى الأبد.

** تمت **

لا..أعزائي لست أعني المقالة بل تمت قصة حب ربطت بطلنا بالشابة التي "عقلت" ومضت لشأنها. ولا يزال الشاب بعد سنين طوال يستمع لهذا البائس الباك امرأة خانت عهده أو مسقط رأس اشتاق له.

Saturday, November 04, 2006

تحليل و تعليل

يتفق لي أحياناً أن أخوض نقاشاً فكرياً أو قل إن شئت قارئي – بعد كبدي- صراعاً أدبياً ثم يستشهد أحدهم بقول ناقد في الموضوع فينعقد لساني ويضيع بياني ويربط حبل أفكاري عقداً. فأنا إلى يومنا هذا لا استطيع أن أحلل الأدب وأعلله كطلبة الطب إذ هم يركضون خلف الضفادع ثم يشقون بطونها ليروا أمعائها فيحللوا ويعللوا ثم يأتي الجزار تحت التطوير (طالب طب) قائلاً : يا أخي سبحان الله لو تشوف قلب الضفدع!

يا من لا قلب له! أما أنا فيكفيني سماع نقيقها و رؤية بهي ألوانها كي أعظم لله خلقه فجمال الكل يفيد جمال الجزء وليس العكس بالضرورة.

ومنه قراءة النصوص الأدبية و نقدها فاليازجي أبدع أيما إبداع حين شرح ديوان المتنبي لكن يكفيني من سحر المتنبي أن أتخيله مستخف ليلاً، نحيل الجسم قد دق الهوى عظمه وهو يتوارى عن قوم محبوبته المعروفين ببأسهم حتى إذا ضاق ذرعاً ونفد صبراً وعيل حيلةً هم بالرجوع دون رؤيتها لكنه في ذروة التردد يلوم نفسه و يسأل عشقه الصفح عما هم بفعله. فتتقد عيناه محملقاً في الفضاء ومن عاشره علم أن الشاعر بداخل جسد المتنبي قد لبسه فلا يسمع ولا يرى سوى كلمات تتلاطم في مخيلته و بياناً يخوض به بحور الشعر، إنه يهم بقول أبيات يخلدها الزمان وقلوب المحبين من بعده فيقول:

وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ *** مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ

مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها *** لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ

وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ *** أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ

ثم يتسلل بينهم غير عابئ بسيوفهم و رماحهم، لينال من اللقاء ما يرجو المحبين من بعضهم.

نعم هكذا أتذوق الأدب.. فكيف تتذوقونه أنتم ؟


>