في كنف الساحر
" إن معاملتنا الموتى كأنهم موتى ولا شيء غير ذلك فقدان للعطف و الوفاء ومعاملتنا إياهم على أنهم أحياء فقدان للعقل و الحس. فلا هذا ولا ذاك لكنه قوام بين الأمرين "
كونفيوشس
"و كم عجبت و أنا آخذ بتلاليبه.. لأجره إلي جراً فأمرغ وجهي في ثيابه جاهشاً بالبكاء، أهذا نفس الرجل الطاغية ؟ أهذا الرجل نفسه الذي لم أقابله قبل هذه المره؟ أهو من يشق علي فراقه ؟
ثم أحسست بأصابعه الغليظة تمر برأسي و بصوت وقور يزداد حزماً في كل مرةً يرتل بها إسمي ترتيلاً لن أنساه ما حييت"رائد ..رائد .. بني ستعود مرةً أخرى سنلتقي عما جديد . كنت أعلم حينها أنه استباح الكذب أما أبي فقد قبل كتف الشيخ في خضوع فودعه و شيعه.. "هيا، ألحق بأبيك رقيت سلم الحافلة و صورة والدي تترقرق بعيني. أيقنت حينها أنه سيزجرني و ينهرني فأبي يكره الضعف و هو من جيل يرى البكاء ضعفاًً (و إن أثبتت الدراسات العلمية أن أسرع الرجال تأثراً هم أكثر الناس تحملاً) لكنه لم يفعل شيء من ذاك .. و أشاح بوجهه بعيداً.. هل غفل أني بكيت حينها؟ هل خانه سمعه و بصره ؟ أشك في هذا .. احسبه لم يمانع .... لأني كنت أبكي عني وعنه. أبكي جدي و أبكي والده.. ولم أره بعد ذاك أبداً"
نقلاً عن كتاب أطلقت عليه "في كنف الساحر" و هو كتاب أعده لأبنائي حصرياً إن أطال الله بعمري عل فيه ما ينفعهم.