فـــهـــــارس
يا حكيم زمانك و "فتك" عصرك و أوانك.. شرايك؟
نظرت إليهما في ملل و كلل، نصف ساعة و أنتما في جدال الشرق و الغرب حتى ما عدت أفقه ما أقرأ أأعجمي هو أم عربي! أتريدان معرفة الفرق بين الغرب والشرق؟ إليكما .. وناولت أحدهما كتاباً عربياً و الآخر باللغة الإنجليزية في ضيق.ها... أفتح الله عليكما؟
أخذ كل منهما كتابه يقلبه بيده و يفحصه و الغرابة والإنشداه باد عليهما و إذ بالذي ناولته الكتاب الإنجليزي يصرخ فجأةً :آه..أوكي تقصد أنهم يعلمون ما سيقرؤون قبل أن يخوضوا صفحات الكتاب ولا نعلم ما قرأنا إلا بالنهاية ؟
رفعت رأسي.. ترددت للحظة، قلت في نفسي : قاتله الله! كيف وصل لهذا ؟ فاستدركت :"بالضبط يا عزيزي بالضبط هذا هو سر تقدمهم وتأخرنا مجرد مواقع للفهارس. ففهرس الغرب موضوع مسبقاً ونهجهم واضح لا لبس فيه. أما نحن، فآخر ما نزين به تخبطنا :خططنا! ونهجنها لا يعدو عن استرجاع شيخ خرف مغامراته و نزواته آخر عمره. و إذ تحدثني نفسي بعدها هامسة : (يخرب بيتك (cool
خرج القوم من عندي و أنا منهم بمنزلة القطب من مريديه أو شيخ الجبل لأتباعه و محبيه. أوصدت الباب و سجدت لله شكراً :لك الحمد! الواحد يستهبل على صحبه و لا يملك سوى قول هذا الشرق يكتب بالعربية و الغرب يكتب بالإنجليزية لا غير! فإذ بهم يظنون أني أدلهم على الحكمة و أسقيهم مشاربها و أناولهم أحسنها برفق يشبه رفق الكبار حين يفتتون الطعام ليلقموه الصغار خشية من أن يغصوا بفوائده...يا ما انتا كريم يا رب. ثم تبسمت و قلت : أيوه يا دنيا.. فينك من زمان يا دنيا؟ لأن الدنيا إذا أقبلت على المرء أحبتي أعارته محاسن غيره و إن هي أدبرت سلبته محاسن نفسه وقد تنسب مثالب غيره إليه .