سؤال فلسفي
لِمَ عبر القط الطريق؟
لأنه سئم الجوع والبرد والرجم بغير ذنب.. من قال أن الحيوانات لا تحسد؟ من حكم عليها بأنها لا تطمح.. ؟ أليست تلجأ إلى الظل إن هي أحرقتها الشمس ؟ والماء إن قطـّـع العطش مريئها؟ إذن لا تنكروا على الحيوانات تطلعها للأفضل..أكيد لذا عبر أو أراد العبور..نعم.
ثم ما جدوى العيش على رصيف يتقاتل القط و أخاه من أجل لقمة؟إن انتصر مضغ لقمته ولعق جراحه وإن انهزم زاد على ذا كله جوعاً ومهانة, ألا فلتحل لعنة السماء على هذا الرصيف بأهله و قططه! مالذي يدعوه للبقاء؟ لماذا يربطه الذل ؟ نعم, هناك على الرصيف الآخر ترتسم حياة هادئة وادعة, فالشمس دافئة والأطفال طيبون, هناك صفائح زبالة- أجلكم الله- ملأى بما لذ و طاب, هناك لا كلاب ولا عذاب.
آه هناك, كم ستهابه قطط وتوله به هرر.. شهد الله أن القوم, حتى القوم, هناك راقون, هم يعلمون أن القط يموء مواءً ارتجالياً يشكي في ظلمة الليل ظلم الحبيب أو ينادي عليه كي ينعم بالنظر إليه بل بلغ "القط العابر" أن هناك أناساً يرمون عظام السمك طرباً لمواء القطط ..فلتقلب الصفحات, و ليسدل الستار لأن القط قرر العبور.
وبين هنا وهناك دعسته سيارة سائقها سارح في ماضيه.
بين هنا وهناك تكسرت عظام وانقطعت حياة و تحطمت أحلام.
كتبها,
قط قانع برصيفه